يتناول الكثير من الأشخاص اللبن طمعاً في الحصول على معدن الكالسيوم الضروري لتقوية العظام وحمايتها.. لكن البحث الجديد يقترح أنه قد يكون جيدا للقلب أيضاً.
فقد أظهرت نتائج دراستين على 69 بالغاً من المصابين بارتفاع في مستويات الكوليسترول الكلي، الذي يشمل كلا من الكوليسترول الجيد HDL والكوليسترول السيئ LDL بحيث لم يتعاط أي منهم الأدوية الخافضة للكوليسترول أنه لم يتعرض أحد منهم لنوبات قلبية أو سكتات خلال 3 أشهر هي مدة الدراسة، انخفاض مستويات الكوليسترول الكلي بحوالي 3 في المائة في دماء الأشخاص الذين يتناولون أونصات من اللبن يومياً.
وأشار الدكتور جيمس أندرسون من مركز المحاربين الطبي الأميركي إلى أنه على الرغم من أن هذا الانخفاض قليل نسبياً إلا أنه قد يكون مهما لصحة القلب، فكل انخفاض 1 في المائة في مستويات الكوليسترول الكلي يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بحوالي 2-3 في المائة.
وأوضح أن البكتيريا المتواجدة في اللبن تلعب دورا محوريا في تقليل مستوى الكوليسترول في الجسم عندما تصل إلى الأمعاء الدقيقة.
من جانبها، أكدت آن هاتنز أخصائية التغذية السريرية في المركز الطبي بجامعة ستانفورد الأميركية أنه على الرغم من الأثر القليل الذي ظهر لهذه البكتيريا الجيدة التي تعرف بالمستنبتات الحية أو النشطة على الكوليسترول الكلي إلا أنها تملك الكثير من الفوائد الإيجابية على الصحة البشرية.
وللحصول على أكثر فوائد ممكنة من اللبن، أوصت بقراءة قائمة المحتويات الموجودة على علبة اللبن للتأكد من احتوائه على المستنبتات الحية من البكتيريا المفيدة، كما نصحت بتجنب تناول أنواع اللبن المحلى، ذلك أن معظم البحوث اختبرت الفوائد الصحية للبن العادي الخالي من السكر.
وكان الباحثون قد قارنوا في إحدى الدراسات بين سلالتين مختلفتين من نفس المستنبتات البكتيرية المفيدة، من نوع "لاكتوباسيللاس آسيدوفيليس" حيث أظهرت إحداهما فعالية في تقليل مستويات الكوليسترول بينما لم يكن للأخرى أي آثار ملحوظة.
وأثبتت الدراسات أن للبن فوائد جديدة بالإضافة إلى فوائده الجمة المعروفة، وهو أنه يساعد في علاج بعض التهابات القناة الهضمية، كما انه يساعد على إيقاف الإسهال الذي ينتج عن العلاج ببعض أنواع المضادات الحيوية، ذلك أن هذه المضادات لا تقتل البكتيريا الضارة فقط ولكنها تقتل البكتيريا المفيدة الموجودة في الأمعاء، مما يعرض المرضى للإصابة بالالتهابات الفطرية والإسهالات،
وقد يكون هذا خطيرا في حالات معينة كما هي الحالة مع كبار السن أو المصابين بحالات صحية تؤدي إلى هبوط المناعة. ويستطيع اللبن الذي يعتبر مستنبتا حيا للكثير من البكتيريا النافعة أن يبقي على التوازن البكتيري في الأمعاء، الأمر الذي يساعد على توقف الإسهالات.
كما أثبتت الأبحاث أن هذه القدرة الطبيعية للبن قد توفر على المرضى الكثير من المعاناة والمراجعات الطبية التي تأتي نتيجة لتناول المضادات الحيوية، والتي قد تصبح هي بحد ذاتها حالة طبية جديدة بحاجة للعلاج .
ومن جانب آخر وفي دراسة سابقة، قال علماء إيطاليون إنهم نجحوا في علاج بعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع، خصوصا الصداع النصفي (الشقيقة)، ببكتيريا مفيدة توجد في اللبن الرائب، وبمضادات حيوية.
وقال باحثون في جامعة ميلان إن هؤلاء المرضى يمكن أن يكونوا مصابين بأحد أنواع البكتيريا التي توجد في المعدة وتتسبب في ظهور القرحة، وفي أمراض أخرى. وأضافوا أن البكتيريا المفيدة أبعدت عنهم آثار البكتيريا الضارة.
وقال العلماء الذين عرضوا نتائج دراسة أولية أجريت على 130 مريضا، أمام مؤتمر حول الأمراض المعدية في ميلان، إن 18 في المائة من الذين يعانون من مرض الشقيقة المزمن مصابون بعدوى بكتيريا "هيليكوباكتر بايلوري" التي توجد في المعدة، وإن مستحضرات من المضادات الحيوية نجحت في إزالة المرض منهم.
ولدى إضافة العلماء بكتيريا مفيدة يطلق عليها اسم "لاكتوباسيلوز" وتوجد في اللبن الرائب ومشتقات الحليب، ظهر تحسن أكبر لدى المرضى، إذ قضي على الصداع النصفي للمرضى لفترة عام كامل، كما قل عدد مرات ظهوره، وخفت شدته لدى مرضى آخرين.
ونقلت وكالة" اسوشييتد برس" عن الدكتورة ماريا جيسموندو، رئيسة مختبر الميكروبيولوجيا السريرية بالجامعة التي أشرفت على الدراسة، أن فريقها "تأكد من زوال الشقيقة وزوال البكتيريا الضارة لدى المرضى المصابين بها، بعد استخدام المضادات الحيوية واستخدام البكتيريا الحميدة.